
واشنطن لـ “آسيا” – محمد السعيد قطر تستنسخ “جزيرة” أخرى تختص بالترويج لـ “الربيع العربي”
قطر (آسيا) : ذكرت مصادر إعلامية مطلعة أن حكومة قطر التي تمول شبكة الجزيرة الإعلامية بقنواتها المتعددة، عمدت عقب إطلاقها قناة الجزيرة أميركا في أغسطس (آب) الماضي، إلى توسيع شبكة إعلامها الخارجي بإطلاق قناة فضائية جديدة باسم “النبأ” وإصدار صحيفة دولية تنافس الإعلام الممول من السعودية.
وقد تم إطلاق “النبأ” يوم العشرين من أغسطس الماضي في ذات اليوم الذي أطلقت فيه “الجزيرة أميركا” التي يقول ناقدون إعلاميون أميركيون أنها محطة بدون شخصية علما أن التقديرات تشير إلى أنها كلفت قطر عشية إطلاقها ما لا يقل عن مليار دولار.
ويذكر أن معلومات انتشرت على نطاق واسع بأن الحكومة القطرية اشترت في شهر أغسطس الماضي صحيفة “القدس العربي” من صاحبها ورئيس تحريرها السابق عبد الباري عطوان، حيث كانت هي الممول الرئيسي للصحيفة لسنوات عديدة لكن مصادر على صلة وثيقة بالصفقة عزت قرار قطر امتلاك القدس العربي إلى تأرجح مواقف عطوان إزاء السياسة التي تنتهجها قطر ضد عدد من الأقطار العربية، وأنها تريد الصحيفة بدون رئيس تحريرها الذي أصدر في أوائل سبتمبر الماضي صحيفة إلكترونية يومية باسم “راي اليوم”.
وترجح المصادر ذاتها أن عطوان قد حصل على تعويض كبير لكي يتخلى عن الصحيفة وأن القطيعة مع قطر سبقتها زيارات قام بها إلى الدوحة ولقاءات في عواصم أخرى مع رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة، الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني استهدف القطريون منها دفع الصحيفة إلى تبني الخط العام للسياسة القطرية (المعلن والخفي) باعتبار قطر الممول الرئيسي إن لم يكن الوحيد وخاصة في السنوات الثلاثة الأخيرة. لكن تلك اللقاءات فشلت بسبب ما وصفه القطريون أنه “تعنت” عبد الباري عطوان.
ويبدو أن مديرة التحرير في الصحيفة، سناء العالول أفهمت القطريين أنها لن تبقى إذا ما عينوا رئيس تحرير جديد، ما يعني تمسكها بخلافة عبد الباري وإلا فستغادر. وقد وافق القطريون على خلافتها لعطوان في منصب رئيس التحرير، لكنه تم إبلاغها بأنه لن يكون لها دور في رسم الخط التحريري للصحيفة أو سياستها.
وقالت المصادر الإعلامية إن الخط الإعلامي للقناة القطرية الجديدة والصحيفة الدولية اليومية سينسجم مع الترويج لما يسمى “الربيع العربي”.
ويعزو نشطاء سياسيون إطلاق قناة “النبأ” إلى تراجع نسبة المشاهدة لقناة الجزيرة وفقدان مصداقيتها في التغطية الإخبارية وفي برامجها التي تحولت إلى “بروباغندا” الأمر الذي دفع الحكومة القطرية إلى استنساخ محطة جديدة تحقق ذات الهدف من البث الإعلامي الفضائي، ولكن بحلة وثوب جديد، وهي خطوة تشير إلى نية أمير قطر الجديد تفتيت ميزانية القناة الأم في الدوحة وإنشاء قنوات محلية تهدف إلى اختراق إعلام الدول العربية محليًا.
وقد اختارت الحكومة القطرية اثنين من المرتبطين بها والمدافعين عن سياستها للإشراف على مشروعها الإعلامي الجديد حيث يتولى محمود شمام وزير الإعلام السابق في المؤتمر الوطني الانتقالي الليبي الذي تولى الحكم بعد الإطاحة بنظام حكم الراحل العقيد معمر القذافي إدارة المشروع الذي كان أمير قطر (السابق) الشيخ حمد بن خليفة قد خصص له قبل تنازله عن الحكم، ميزانية كبيرة.
كما يتولى شمام حاليا رئاسة وإدارة محطة “ليبيا الأحرار” التي أنشأتها قطر أثناء العدوان الأميركي-الأطلسي-القطري على ليبيا، وكانت تبث برامجها من الدوحة. وقد تعرضت مكاتبها في بنغازي وطرابلس إلى هجمات شنها مناهضون للنفوذ القطري في ليبيا. وتقول مصادر مقربة من شمام أن الصحيفة الدولية الجديدة ستكون إلكترونية ومن ثم ورقية باسم الوسط.
وكان شمام شغل عضوية مجلس إدارة الجزيرة لكنه تم إخراجه من المجلس في شهر يوليو ٢٠٠٩ وكان أحد الذين تكتلوا ضد مديرها العام وعضو مجلس الإدارة آنذاك وضاح خنفر لصالح خصومه المتنفذين علما أن خنفر لم يكن سوى تابع لرئيس مجلس الإدارة الذي يعتبر بمثابة حلقة الوصل بين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وقطر، وهو ما دفع أمير قطر آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى التدخل باعتبار “الجزيرة” مسألة لا يجب اللعب بها من أي طرف لأنها تقع في إطار مسؤوليته المباشرة، وقام بالمصادقة على مرسوم تشكيل مجلس إدارة من تسعة أعضاء لم يشمل شمام، وضم المجلس إثنان غير قطريان هما إدموند غريب ورضوى عاشور.
يذكر أن شبكة الجزيرة في عهد إدارة خنفر كانت أقرت خطة لإصدار صحيفة دولية باسم “الجزيرة” وجرى تعيين الصحفي اللبناني عبد الوهاب بدر خان رئيس تحرير لها، غير أن الصحيفة لم تر النور وبقي بدرخان في منصبه لأكثر من سنة.
أما الشخص الثاني الذي قالت المصادر ذاتها أنه سيشارك شمام في المشروع الإعلامي القطري في ليبيا والذي يشرف على قناة “النبأ” فهو ونيس الشريف نائب وزير الداخلية السابق في ليبيا، وكان المتحدث السابق باسم الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة ذات الارتباط بتنظيم القاعدة ويتزعمها عبد الحكيم بلحاج، قائد المجلس العسكري في طرابلس (سابقا)، وكان الشريف في منصبه في بنغازي عندما تعرضت القنصلية الأميركية في المدينة في ١١ سبتمبر ٢٠١٢ إلى هجوم مسلح أسفر عن مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنس.
وسوف يقوم وضاح خنفر في المساعدة على إدارة المحطة الجديدة. ويذكر أن خنفر سبق أن تحدث بنفسه عن قناة ليبية قطرية تونسية تبث من تونس ولكنه صمت عن الموضوع منذ فترة.